من هو الشيخ جرّاح؟
وحي الشيخ جرّاح، هو من مناطق القدس الشرقية التي يطالب الفلسطينيون بها، عاصمة لدولتهم. وتتضارب المعلومات في حقيقة اكتسابه هذا الاسم، وهوية الرجل الذي منحه اسمه.
فمن هو الشيخ جرّاح الذي يرقد الآن في صمته الأبدي، فيما يتنازع الآخرون، ملكية الأرض التي دفن فيها، فحملت اسمه؟
بحسب بعض المراجع التي طالعتها "العربية.نت" فإن أقدم الإشارات التي وردت عن حي الشيخ جراح، أو الشيخ جراح نفسه، جاءت من القرن الميلادي السادس عشر.
وقال مجير الدين الحنبلي، عبد الرحمن بن محمد المقدسي العُمري (860-928هـ) في كتابه: "الأُنس الجليل في تاريخ القدس والجليل" ويعرف بتاريخ الحنبلي، إنه رأى زاوية في القدس، باسم الزاوية الجراحية، وتقع بظاهر القدس، من جهة الشمال كما حددها، وأضاف: "ولها وقفٌ ووظائف مرتبة ونسبتها لواقفها الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي".
هو أحد أمراء الملك صلاح الدين الأيوبي، محدداً وفاة صاحب الوقف الجراحي، سنة 598 للهجرة، مؤكداً أنه دفن في تلك الزاوية، وأن هناك عدداً من المدفونين في جهتها القبلية، قد يكونون من جماعة الجراحي "والله أعلم" كما ختم صاحب الأُنس الجليل.
إلى ذلك، ورد اسم الجرّاح المذكور، عند اسم جليل، هو الشيخ عبد الغني النابلسي (1050-1143) للهجرة، الموافق (1641-1731) للميلاد، في كتاب رحلته إلى القدس، وسمّاه: "الحضرة الأنسية في الرحلة المقدسية".
ويفاجئ النابلسي قرّاءه، بأن قبر الجراح، صار مزاراً، وأن اسم صاحبه، شيخ، بعدما ذكره الحنبلي، بأنه أمير، فيقول النابلسي: "فوصلنا إلى مزار الشيخ جرّاح، فوقفنا هناك وقرأنا الفاتحة" ويضيف: "هذا المزار، في المدرسة الجراحية" مستنداً إلى ما ذكره الحنبلي في تاريخه، دون أن يتطرق إلى أن الحنبلي كان قد وصفه بالأمير عند صلاح الدين الأيوبي.
0 Comments